الـــوصــــالـــ

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اقسام للبنات للشباب اقسام عامه تخص المرأه والرجل اقسام تخص الابداع والتصاميم


    قصيدة الثانية الي امي نزار قباني

    دلوعة الكل
    دلوعة الكل

    المـشرفه العامه لقسم سـاحة الطـبـخ
    المـشرفه العامه لقسم سـاحة الطـبـخ


    عدد المساهمات : 32
    نقاط : 54131
    الشهره : 18
    تاريخ التسجيل : 05/08/2009

    قصيدة الثانية الي امي نزار قباني Empty قصيدة الثانية الي امي نزار قباني

    مُساهمة  دلوعة الكل الأربعاء سبتمبر 08, 2010 11:24 am

    2

    أنا وحدي …

    دخان سجائري يضجر

    ومني مقعدي يضجر

    وأحزاني عصافيرٌ …

    تفتش – بعدُ – عن بيدر

    عرفت نساء أوروبا …

    عرفت عواطف الإسمنت والخشب

    عرفت حضارة التعب …

    وطفت الهند، طفت السند، طفت العالم الأصفر

    ولم أعثر …

    على امرأة تمشط شعري الأشقر

    وتحمل في حقيبتها …

    إليَّ عرائس السكر

    وتكسوني إذا أعرى

    أيا أمي …

    أيا أمي …

    أنا الولد الذي أبحر

    ولا زالت بخاطره …

    تعيش عروسة السكر

    فكيف … فكيف يا أمي

    غدوت أباً …

    ولم أكبر …

    * * * * *

    3

    صباح الخير، من مدريد

    ما أخبارها الفلة ؟

    بها أوصيك يا أماه …

    تلك الطفلة الطفلة

    فقد كانت أحب حبيبة لأبي …

    يدللها كطفلته

    ويدعوها إلى فنجان قهوته

    ويسقيها …

    ويطعمها …

    ويغمرها برحمته …

    … ومات أبي

    ولا زالت تعيش بحلم عودته

    وتبحث عنه في أرجاء غرفته

    وتسأل عن عباءته …

    وتسأل عن جريدته …

    وتسأل - حين يأتي الصيف –

    عن فيروز عينيه …

    لتنثر فوق كفيه …

    دنانيراً من الذهب …

    * * * * *

    4

    سلاماتٌ .

    سلاماتٌ .

    إلى بيت سقانا الحب والرحمة

    إلى أزهارك البيضاء … فرحة (ساحة النجمة)

    إلى تختي …

    إلى كتبي …

    إلى أطفال حارتنا …

    وحيطان ملأناها …

    بفوضى من كتابتنا …

    إلى قطط كسولات

    تنام على مشارفنا

    وليلكةٍ معرشةٍ

    على شباك جارتنا

    مضى عامان … يا أمي

    ووجه دمشقَ،

    عصفور يخربش في جوانحنا

    يعض على ستائرنا …

    وينقرنا …

    برفق من أصابعنا …

    مضى عامان … يا أمي

    وليل دمشقَ

    فلُّ دمشقَ

    تسكن في خواطرنا

    مآذنها … تضيئ على مراكبنا

    كأنَّ مىذن الأموي …

    قد زرعت بداخلنا …

    كأنَّ مشاتل التفاح …

    تعبق في ضمائرنا

    كأنَّ الضوء والأحجار

    جاءت كلها معنا …

    5

    أتى أيلول أماه …

    وجاء الحزن يحمل لي هداياه

    ويترك عند نافذتي

    مدامعهُ وشكواهُ

    أتى أيلول … أين دمشق ؟

    أين أبي وعيناه

    وأين حرير نظرته ؟

    وأين عبير قهوته ؟

    سقى الرحمن مثواه .

    وأين رحاب منزلنا الكبير …

    وأين نعماه ؟

    وأين مدارج الشمشير …

    تضحك في زواياه

    وأين طفولتي فيه ؟

    أجرجر ذيل قطته

    وآكل من عريشته

    وأقطف من (بنفشاه).

    دمشق . دمشق .

    يا شعراً

    على حدقات أعيننا كتبناه

    ويا طفلاً جميلاً …

    من ضفائره صلبناه

    جثونا عند ركبته …

    وذبنا في محبته

    إلى أنْ في محبتنا قتلناه

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 3:29 am